سمير الوافي يعلق على قرار أخذ الداعشي ابن العميد للعلاج النفسي في المستشفى العسكري بعد إعلامه بوفاة والده

مدونة "الثورة نيوز - عاجل":بعض أخبار هذه البلاد تكاد تصيبنا بالجنون...عندما نعرف مثلا أن انور بيوض الذي كان في داعش وليس في كأس العالم أو ستار اكاديمي تم نقله البارحة إلى المستشفى العسكري للعلاج من نوبة نفسية هيستيرية أصابته...لم اتعود على سماع أخبار تقول ان المتهمين بالإرهاب يعالجون في المستشفى العسكري الذي ليس في متناول المواطن العادي الغير متهم باي شيء سوى بالفقر...!!
يعني السيد بيوض ثبت بشهادة والدته والسلطات التونسية والتركية وباعترافه انه قضى في داعش 7 أشهر...ولا يهمني ماذا كانت مهمته هناك إن شالله حتى يطيبلهم في التاي...يكفي أنه انضم لهم وتبنى فكرهم وانتمى إليهم حتى ولو ربع ساعة وهو ابن الضابط العسكري السامي...هذه وحدها جريمة خطيرة جدا تتطلب معاملته كارهابي...فكيف يعالج في المستشفى العسكري وينال تعاطف البعض !؟...هل لأنه ابن طبيب وليس مثل الإرهابيين الزواولة !؟...هل هو إرهابي صنف vip !؟؟...هل نضع والد القضقاضي في السجن وننبذه كلنا لأنه تعاطف بقلبه دون عقله مع إبنه الإرهابي ثم نتعاطف مع والدة بيوض لأسباب إنسانية رغم انضمام ابنها لداعش طيلة 7 أشهر ومعه صديقته اي بالتونسي "صاحبتو" !!؟...
والدة انور بيوض على راسي وعيني وربي يصبرها لأنها أم وانا أقدس الأم وأعذرها وحتى القانون لا يحاسبها على تبييض إبنها...ووالده من أعظم الآباء رغم فشله في حماية إبنه مبكرا لكنه ضحى من أجل إنقاذه وسيظل دمه في رقبة إبنه مثل آباء آخرين...لكن رغم كل ذلك فإن انور بيوض إرهابي ولا نقاش في ذلك ولا عطف ولا شفقة والا فسنتعاطف مع كل داعشي عائد من "مهمة انسانية" كما سموها...ومن يقول لي أن بيوض فوجئ بوحشية داعش هناك أرد عليه : هل كانت فيديوهات داعش الدموية وتهديداتهم التي شاهدها كل العالم كليبات في روتانا !؟...كفى نفاقا واستبلاها !
لم نسمع أبدا قبل اليوم بإرهابي حظي بإحاطة نفسية وعلاج في المستشفى العسكري...ذلك الصرح الوطني الكبير الذي يشهد على ملاحم أبطال الأمن والجيش في معاركهم ضد الإرهاب...تلك المؤسسة السيادية التي لا تفتح أبوابها للعامة إلا في حالات استثنائية...اليوم فتحوا أبوابها لارهابي جاء من داعش...ويحظى بمعاملة أكثر من لائقة لم يحض بها ضحايا الإرهاب ولا أحد منهم تمتع برعاية نفسية...فمنذ تم تسليمه في المطار تمتع بامتيازات توحي بأنه جاء بكأس العالم...تجول في الفريشوب واشترى ما يريد...ثم نقل إلى المستشفى العسكري لأن نفسيته تاعبة ومعنوياته منهارة...وهو امتياز لا يتمتع به أي إرهابي أو حتى سجين حق عام زوالي...!!
حالته النفسية تاعبة...هل هي تاعبة أكثر من ضحايا التنظيم الذي انتمى إليه !؟؟...ألم تتعب نفسيته وهو يشاهد جرائم داعش الفظيعة قبل أن ينتمي إليها وينضم إلى مجاهديها...!؟ ألم تتعب نفسيته وهو يشاهد عمليات قتل وحرق آباء وأمهات الآخرين قبل أن يصبح والده رحمه الله ضحية نفس القتلة !؟...
للأسف اليوم أرى البعض في بلادي يراعي نفسية الإرهابي أكثر مما يراعي نفسية ضحية الإرهاب...و يتجنب وصف أنور بيوض بالإرهابي ليسميه ابن العميد...بينما ينبذ والد القضقاضي ويسجن لأنه تعاطف جهلا وضعفا مع ابنه الإرهابي...فهل هناك فرق بين إرهابي ابن القضقاضي وإرهابي ابن العميد !؟...
اليوم قانون بلادي يجرم ويحاكم من يتعاطف مجرد تعاطف ولو بالإشارة مع إرهابي...فما بالك بمن انضم إلى داعش وانتمى اليها طيلة أشهر قبل أن يكتشف أنهم وحوش...وكأنه كان قبل الانتماء والتجنيد والانضمام في كوكب آخر لا يشاهد فيديوهات داعش ولم يسمع بضحاياها من الجيش والأمن هنا في تونس...!!
اليوم نسمع بإرهابي يعود من "مهمة انسانية" كما سماها البعض...فيتمتع بإحاطة نفسية لم يتمتع بها ضحايا الإرهاب الذي انتمى إليه ومارسه...اليوم صار عندنا صنف جديد إسمه إرهابي vip...!!!
والدة الراعي مبروك السلطاني ارسل لها الدواعش مع إبن عمه الطفل رأس ابنها في كيس بلاستيكي...تحاملت على صدمتها ووضعته في الثلاجة ليلة كاملة بينما تكفلت الكلاب الوفية بحراسة الجثة...ولا أحد لبى استغاثتها إلا بعد ليلة كاملة...ولم يتم أخذها للمستشفى لتوفير إحاطة نفسية ورعاية معنوية...بل واجهت القدر بإيمان قوي ولم تنحني...!!
في بلادي حتى الإرهاب بالوجوه...!

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة