رد "الخارجية" على شباط .. الدبلوماسية مجال محفوظ للملك

لم يكن حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، يتصور أن تأخذ تصريحاته في حق الجارة موريتانيا أبعادا "خطيرة" كما وصفها بلاغ وزارة الخارجية والتعاون، لاسيما أنها جاءت في وقت حساس جدا تمر منه الدبلوماسية المغربية، مع تقديم المغرب طلب الانضمام إلى منظمة الاتحاد الإفريقي وارتفاع حدة التوتر مع التنظيم الانفصالي بالقرب من الحدود مع الموريتانيين.

وجاء بلاغ الخارجية لوضع حد للتداعيات السيئة لتصريحات شباط على علاقة المغرب المتوترة أصلا مع الجار الجنوبي، بعد ما تبرأ للمسؤولين في نواكشوط من موقف زعيم الاستقلاليين، مؤكدا أن "هذا النوع من التصريحات لا يمس سوى بمصداقية الشخص الذي صدرت عنه"، حسب التعبير الوارد فيه.

وفي قراءته للرسائل التي وجهتها الخارجية المغربية إلى حميد شباط، أكد طارق أثلاثي، المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية، أن الإشارة كانت واضحة من لدن الجهاز الدبلوماسي المغربي، ومفادها أن الأمور السيادية لا يسمح لأي كان بالتدخل فيها، مضيفا: "للحكومة رئيسها وللدولة رئيسها، الذي هو الملك، والذي يبقى المجال الدبلوماسي في شقه السيادي محفوظا له".

لغة البلاغ، وإن كانت قوية، حسب أثلاثي، إلا أنها "ليست الأولى من نوعها، إذ سبقها بلاغ مشابه جاء كرد فعل على تصريحات رئيس الحكومة المعين بشأن الوضع في سوريا، وموقفه من التدخل الروسي بها"، مضيفا أن "ردة فعل وزارة الخارجية جاءت لتضع حدا لسقف الإضرار بسيادة المغرب الذي رفعه الأمين العام لحزب الاستقلال".

وحول التهديدات التي تداولتها منابر إعلامية محلية بموريتانيا حول إمكانية فتح سفارة للجبهة الانفصالية بنواكشوط، أكد المحلل السياسي ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "منطلق صياغة البلاغ لم يكن الخوف من تهديد المسؤولين في الجارة الجنوبية؛ لأنه لا مقارنة بين البلدين على صعيد القوى الإقليمية"، وفق تعبيره، مضيفا أن "هاجس المغرب كان التعبير عن احترامه لحسن الجوار والحدود الجغرافية الدولية المعترف بها في الأمم المتحدة، وربط مواقف المملكة الرسمية ببلاغات وزارة الخارجية وليس مواقف أحد السياسيين".

وقال أثلاثي إن "الدبلوماسية المغربية التي ترتبط بمشاريع مع دول القارة الإفريقية، بما فيها موريتانيا، لم تعبر فقط عن عدم رضاها عما صدر عن الأمين العام لـ"حزب الميزان"، وإنما عبرت عن استنكارها مثل هذا التصريح لكونه لا يخدم المصالح العليا للوطن بقدر ما يخدم أعداء الوحدة الوطنية"، مشددا أن "الأهم بالنسبة لزعيم الاستقلاليين حاليا هو تناسي الموضوع، دون حاجة إلى الاعتذار، عملا بمقولة "كم حاجة قضيناها بتركها""، على حد تعبيره.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة