مدينة البئرالجديد..مدراء بعض المدارس الابتدائية بدون إنتاجية وانضباط

عبدالمجيد مصلح

رفقة مجموعة من الأساتذة بمقهى "شاطورو" على الطريق الوطنية رقم 1 بمدينة البئرالجديد نناقش الواقع المرير للتعليم بالمنطقة و كان أهم ما ناقشناه ما يلي:
أن صفة مدير مدرسة ابتدائية في المغرب أصبحت تعطى بالوساطة و غالبية المدراء لا يتوفرون على المستوى الثقافي و المعرفي و الدراسي لتحمل هذه المسؤولية بحيث تجد مديرا في السلم 9 يعطي النقطة الإدارية لزميله المدرس في السلم 10 هذا الأخير ينجح إلى السلم 11 و المدير يقبع في سلمه و هذا ما دفع بعضهم إلى أخد العمولة اللازمة قبل وضع النقطة و السؤال العريض يبقى هو من ينقط من؟
فالمدير الذي نتكلم عنه اليوم من نوع خاص و مثير للجدل لا يطل على المدرسة بطلعته البهية إلا بعد مدة من الزمن و تكون بعد سماعه بحلول لجنة نيابية أو غيرها بالمؤسسة حيث تراه مهرولا يكنس الساحة و يسقي الأشجار، هو إذن مدير خارج التغطية بل خارج المحيط لدرجة أن هناك مجموعة من المتتبعين و بعدما لاحظوا غيابه عن المؤسسة علل ذلك بالتزامات مع النيابة أو مع مدراء المؤسسات التعليمية الأخرى لكن في حقيقة الأمر وكما يقول بعض أصدقائه الذين يعرفونه جيدا و يعرفون ما يقوم به أنه يتباهى و يتفاخر بأنه أكثر المدراء غيابا و سفرا فأين أنت يا وزارة التربية والتعليم؟؟
إن أمثال هذا المدير يعتبرون أكبر عبئ على التعليم و الوزارة و الدولة و المجتمع، برع في كل أساليب الغش و التدليس تجده يُسير المدرسة عن بعد بالهاتف (آلو كيداير لباس عليك هاني واش كلشي هاني ومزيان لوليدات خرجو المعلمين مزيانين ... شوف راك عارف انا غي في النيابة ولا في الدار صافي بسلامة). كما أن له علاقات مشبوهة مع أشخاص في النيابة يخبرونه بتحركات اللجان، فهو و من على شاكلته يعتبرون التلميذ آخر ما يمكن الاهتمام به ليس فقط على مستوى التسيير الإداري بل و على مستوى تدبير الفصل و الأنشطة أيضا، بل و حتى كل ما من شأنه أن ينمي القيم النبيلة لدى التلاميذ.
فغالبية المدرسين يبقى همهم هو إنهاء المقرر الدراسي، و تسلق سلم الترقية، و غالبية المدراء همهم الوحيد هو المراسلات الإدارية و إرضاء رؤساء المصالح النيابية، أما التلميذ (...) فعليه واجب الحضور في الوقت و الانصراف عندما يرن الجرس، هكذا هو حال التعليم في المغرب أنا هنا لا أعمم فأكيد تعرفت على أساتذة و مدراء قمة في النزاهة و الأخلاق و التربية و المواطنة، المدير كما يقول أحد المتتبعين هو رمز للسلطة و ليس كاتبة. المدير، الذي نتكلم عنه نسي مهامه التربوية، و أصبح يعمل كعون سلطة، يقدم تقارير عن التوجهات السياسية و المذهبية و النقابية للمدرسين، "و ما علاقة عملك كمدير مؤسسة تربوية أيها الإطار التربوي وما تقوم به في الخفاء"، أتفق تماما مع الرأي القائل بالتكوين الأساسي المتين لتقوية الأداء المهني لمسيري المؤسسات التعليمية لتكون لهم البصمة التربوية المفقودة، لأن الإدارة علم وعمل وليس  تطبيق ما يسمى بتأمين الزمن المدرسي.
إن نظرتنا للإدارة من الخارج تختلف عنها من الداخل فنظرة المدير للإدارة ليست كنظرة المدرس الذي يشتغل داخل القسم أو المفتش الذي يختزل وظيفته في بعض الزيارات الروتينية للمدرسين أو السلطة المنتخبة التي تعتبر أقرب شريك للمؤسسة و تدخلاتها تكون آنية و ظرفية شعارها المؤسسة من أجل ضمان بعض الأصوات، يجب علينا جميعا أن نتبنى مقاربة مندمجة تسمح بمشاركة جميع المتدخلين لكي نصل إلى الأهداف المسطرة و نضمن تصورات و اقتراحات متنوعة و متعددة بتنوع و تعدد المتدخلين.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة