اختياراتٌ متضاربة وتبريرات متناقضة.. رونار وَضع نفسه وسط العاصفة قبل المُشاركة في الكَان

عاش المتتبعون طيلة الأيام القليلة الماضية كل أنواع الترقب والتشويق في انتظار إعلان الناخب الوطني، الفرنسي هيرفي رونار، عن اللائحة التي سيخوض بها نهائيات كأس أمم إفريقيا المقررة بالغابون بعد أقل من شهر، قبل أن يتفاجأوا بوضع القائمة على بوابة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مجردةً من حكيم زياش، نجم الدوري الهولندي، رغم أن "الثعلب" يبقى المسؤول الأول والأخير عن اختياراته في انتظار ما ستسفر عنها في البطولة الإفريقية.

القائمة التي نشرها الموقع الرسمي للجامعة بعد طول انتظار، رافقها حوار مصور مع هيرفي رونار؛ يبرر فيها خياراته، استباقاً للزوبعة التي أثارتها، ليس فقط في الوسط الإعلامي، بل في أوساط المتتبعين المغاربة المتعطشين لإنجاز قاري غاب عن عرين "الأسود" منذ أربعين سنة، لكن كل التبريرات كانت متناقضة، وأبانت عن وجود خلل ما لا يبشر بخير، فقد أكد الناخب الوطني أكد أنه لا يدخل في مفكرته لاعبون يفتقدون للتنافسية وأنه لن يعتمد سوى على "الأسد" المروض، لكنه في الواقع استدعى الأقل جاهزيةً وأقصى الأكثر تألقاً وتميز.

رونار استبعد حكيم زياش في وقت كان فيه اللاعب متحمساً للدفاع عن قميص "الأسود" في منافسات الكان لأول مرة في مشواره، بل واضطر لمواجهة حملة شرسة من الإعلام الهولندي عندما اختار تمثيل المنتخب المغربي على حساب "الطواحين"، معتبراً أن الفريق الوطني يتوفر على لاعبين أفضل منه، قبل يتلقى ضربةً قاضية وضعت مصداقيته على المحك بعد تأكد غياب يونس بلهندة عن الكان بفعل الإصابة، فهل يا ترى يستنجد رونار بزياش في هاته الحالة، وهل سيقبل حكيم دعوته بعد تصريحات الناخب النارية تجاهه، والتي أساءت لصورته كلاعب "متمرد" يرفض الجلوس في بنك الاحتياط.

تناقضات رونار تمادت عندما أصر على استدعاء حمزة منديل الذي لم يخض ولو مباراة واحدة مع فريقه، ليل الفرنسي، في تضارب فاضح مع خطابه المؤكد على ضرورة جاهزية اللاعب الذي سيمثل المنتخب في الكان، بل وامتد ذلك لاستدعائه وحيداً في مركز مدافع الأيسر، حتى يكون الخيار الوحيد أمامه في حال اعتمد خطة تحتاج لظهيرين ليفرضه بذلك على الكل بطريقة غير مباشرة.

نفس الشيء بالنسبة لاسماعيل الحداد الذي لم يخض المباريات الأخيرة مع فريقه، الوداد البيضاوي، لمعاناته من إصابة تفاقمت في مباراة الديربي عن الجولة العاشرة من منافسات البطولة "برو"، لكن رونار جعله ضمن لائحته إلى جانب زميله أمين العطوشي، الذي يظل مستواه عادياً مقارنةً مع أسماء أخرى تنشط في نفس مركز لعبه.

هي اختيارات متضاربة أجمع كل المتتبعين على كونها "موجهة" وغير منطقية في جزء كبير منها، صاحبها بتبريرات أبانت عن تناقض كبير في مواقفه تجاه المعايير المعتمدة في انتقائه، وجعلته في وسط العاصفة قبل دخول غمار العرس القاري، فهل تسلم الجرة هذه المرة، أم سيكون عناد "الثعلب" في ثوب الجرأة بطاقة العودة من الغابون قبل الإقلاع؟

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة