بقلم : الكاتبة دينا العزة 2016 عتمة الأرواح

2016 عتمة الأرواح

بقلم : الكاتبة دينا العزة 2016 عتمة الأرواح


بقلم : الكاتبة دينا العزة

مرت على جراحنا عابرة ولم تزهر بأجسادنا السلام ، لم يكن عاماً نضراً و لم تنضج على أغصانه أرواحنا ، كانت عاصفة الحرب زاخرة بنذير الشؤم ، تعصف بالبلاء .. كذلك كانت 2016

أجساد حارة لم تبرد سكاكين ناحريها من الدماء ، ظهرت غيوم متلبدة إن أبرقت أعتمت مدن وطننا العربي ، حرائق لا تخمدها غيمة في رحمها غيث سلام .. طبول مستيقظة نهشت بأنيابها شعوباً ما كانت يوماً إلا جسداً معافى من طفرة تطرف أو طغيان طائفة أو جهل غلف أبصرة الشروق فأصابه العمى ، و بطش باسم الحرية والدين باسم السياسة و الكرسي ولم يتذكر انه راعٍ ومسؤول عن رعيته لا مصلحته و سلطته فقط ، فأراق الخجل من وجهه ليغتال الأبرياء بكذب بارد معقود لسانه عن الحقيقة.

في سنة 2016 وطني الكبير لم يزهر منه سوى الشهداء ، و جنازات مهيبة تصفعها أصوات الخراب و عويل الثكالى و أنين الأطفال يفوح من أشلائهم ، و اندثار حضارات ، دفن لتاريخنا و انتصاراتنا فارتدانا عار الجهل و الانهزام والانقسام ، لنصاب برعاف اليأس و نوبات الذهول ، تصرعنا على أرض التبعية و الاحتلال .

في سنة 2016 تكشفت جرائم فُرقتنا ، و اغتيالات وحدتنا ، ارتأينا تقسيم جثثنا قبل الموت ، فكان إيعاز بخطر يدمر عمار عقولنا و يشوه حقيقة فطرتنا ، و ينأى بنا عن ديننا و أخلاقنا و عروبتنا .

اليوم سيبدأ عام جديدة ولن أقول سنة تأتي بعجاف أشهرها و لتقتلنا بشدتها

لعل هذا العام ينجب شروقاً نظيفاً من أبخرة الجثث و دخان القصف ، لعله يزهر السلام لنعيد بناء ما دُثر بحقيقة عروبتنا

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة