البوتكس سم الجمال

البوتكس (Botox) ذلك الساحر الذى يجلو الملامح التى أصابها السن بالوهن وطالها الزمن بالتجاعيد. حديث كل امرأة تعيش الخريف فلا تنعم بما حصدت من تجربة ولا تتمتع بدفء أيامه وإنما مرتعد تحسبا لشتاء قادم بلا محالة. حديث الساعة والذى يستخدمه أطباء وجراحى التجميل لإضفاء مسحة من جمال على ملامح شكلها الزمن على هواه.


البوتكس هو الاسم التجارى الذى تستخدمه شركات منتجات التجميل للتعريف بمادة سامة ينشأ عنها التسمم الغذائى تفرزه باكتيريا ضارية التأثير تسمى كلوستريديم بوتلينيم Clostridiym botulinum.


إذا ما تناول الإنسان طعاما ملوثا بسموم تلك الباكتيريا أصابه التسمم الغذائى والذى يعتبر الشلل أخطر مضاعفاته خاصة شلل الحجاب الحاجز وعضلات التنفس. الأمر مع بعض التبسيط يشرح ما يحدث بأن سموم تلك الباكتيريا (neutrotoxin) تحول دون وصول الأمر الصادر من المخ للعضلات يأمرها فيه بالانقباض والذى يصلها عبر الرسالة الكيميائية التى يحملها مركب الأستيل كولين (Acetyl choline) . السم يعوق الرسالة فلا تصل ولا يتحقق الهدف من إرسالها فتشل العضلة أيا كان مكانها.


هذا تحديدا ما يحدثه البوتكس ارتخاء فى العضلات فتغيب التجاعيد وتنبسط الملامح خاصة حينما تتكاثر فى المنطقة الواقعة بين الحاجبين.
الواقع أن هذا السم يوجد فى سبعة أنواع تختلف فى قوتها تبدأ من A وحتى G كما أن هناك نوعين من الباكتيريا تفرزه أيضا وإن كان أقل شهرة.


الواقع أن استعمالات البوتكس الطبية تفوق استخداماته فى مجال التجميل إذ إنه منذ اكتشافه عام ١٨١٧ على يد الطبيب الشاعر جوستين كيرنر ثم عزله كمركب طبى عام ١٩٦٠ فى ألمانيا لم يستخدمه إلا فى المجالات العلاجية الطبية ومنها:



نعم هناك بعض المضاعفات التى يمكن أن تنجم عن استعمال حقن البوتكس بكميات ضئيلة فى منطقة الجبهة وحول العين بغرض شلل تلك الأعصاب المنتشرة فى تلك المناطق بصورة مؤقتة تسمح بارتخاء أعضاء الوجه مما يخفى الجزء الأكبر من التجاعيد.

وقد حذرت الصحة الكندية فى يناير ٢٠٩ من أنه قد ينشأ من استخدام البوتكس بقصد التجميل بعضا من المضاعفات التى قد تمتد لمناطق أخرى منها مشاكل فى البلع وشلل الوجه أو عضلات التنفس مما يتسبب فى مشاكل فى التنفس أيضا صعوبة فى الحديث وكلها مضاعفات نتيجة لعلاقة عمل البوتكس بوظيفة حركة العضلات.


أقرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أن أى سيدة بين السادسة عشرة والخامسة والستين يمكنها إجراء حقن البوتكس ما دام ذلك يتم فى عيادة طبية مجهزة على يد جراح تجميل مرخص له بالعمل.
لكن يبقى شىء: هناك بعض الحالات التى يجب مناقشتها مع الطبيب بداية هناك أيضا بعض المحاذير:


ــ لا يحبذ استخدام حقن البوتكس إذا ما كان هناك أى مرض له علاقة بالعضلات أو للسيدة الحامل أو التى تحمل أى عدوى كانت بل يجب أن تتمتع بصحة عامة جيدة.
ــ يجب إجراء اختبار للحساسية قبل الحقن بفترة كافية.
ــ هناك أيضا بعض الأدوية التى يحظر معها استخدام حقن البوتكس.
أخيرا.. هذه هى القصة التى بدأت باكتشاف البوتكس على يد طبيب ألمانى شاعر فهل كان يعلم حينما سماه سم السجق أنه سيصبح اليوم أحد أشهر وسيلة للتجميل تلجأ إليها المرأة لتقاوم أثر الزمن على ملامحها؟

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة