قصة خروج المسيح الدجال الى العالم والعودة الى مدينة السامرة

عندما التقى الدجال ركاب القارب حكى لهم قصته بكل تفاصيلها بما فيها الدابة وبدء له أنهم لم يصدقوه وأنه معتوه ومجنون نجا بعد غرق احدى السفن وما أصابه جراء ذلك ومما راه في الجزيرة من أهوال فهي جزيرة الثعبان والدابة الهلباء وكان منظر عينيه وما فيها من عيوب يؤكد ذلك وقررو ا أن يأخذوه معهم وكان شؤما عليهم فمنذ وطيت قدماه السفينة والموج يشتد عليهم وكأن البحر غضب عليهم بصورة لم يروا مثلها أبدا وكأنه عقاب لهم على أخذهم هذا اللعين وقرروا أن ينزلوه فى أرض اليمن أقرب بر لهم وهي بلدهم واشاروا عليه أن يذهب الى حكيم وطبيب هناك فى بلد اسمها مأرب وأعطوه مالا لم يعرف قيمته بعد أو ماذا يفعل بهذه القطع من المعدن وبدء هناك يقابل الناس ويتعلم كل شئ بسرعة رهيبة وكان ذي قوة هائلة ويمتلك عقلا جبارا كان يجعل من يراه ويتعامل معه يقف أمامه متعجبا من هذا المعيب ومن هذه القدرات . وفكر أن يذهب لهذا الحكيم الذي أخبره عنه أصحاب السفينة ولما وصله سأله عن اسمه فقال له السامري من فلسطين وعمل عنده وأعجب به وقال له أن عشت يابن السامرة تكون ملكا في الخير أو الشر .. وهنا تذكر كلام الجساسة ولكن لا حياة لمن تنادي..؟ وظل يعمل ويتنقل ويتعلم لسنوات طويله ثم بدء يرتب للعودة الى السامرة بلده وديرة أهله واشترى مركبا كبير بماله الذي جمعه وقرر أن يزور جزيرته التى حن اليها وأبحر بمركبه ومن معه من البحارة الذين يعملون عنده من بلد لاخر ومن ثم الى جزيرته ونزل من سفينته قرب الشاطئ في قارب صغير لوحده ووجد الجساسة أمامه تنظر اليه بكل ألم وغضب ثم تهرب الى الغابة . ولم يلقي لها بالا وتذكر الاناء الذي جمع فيه أثر الرسول وأخذ معه صخرا من الصخور الملونة وعاد الى سفينته متوجها الى فلسطين ونزل حيفا وسار الى السامرة ووهناك أخذ يسأل عن ماسمعه من الدابة عن الخسف وكانت الاجابة أنه لاأحد يعلم شيئا سوى أن خسفا حصل منذ مــــــــــائة عام. نعم أصبح عمره مائة عام ولم يتغير فهوشاب لا اثر للكبر عليه وسأل عن طفل صغير أخذه الحاكم من أبيه ولم يكن هناك سوى رجل كبير أخبره أن سمع هذه القصة من أشخاص كبار في السن ومعمرين في بلدة اسمها اربد ولكن هذا الطفل مات عند الخسف وسأله عن ما يعبدون وأخبره أنهم يعبدون البقر.. وهنا علم الدجال اللعين أن ما أخبرته به الدابة كان صحيحا وأخذ يفكر فى كل ماجرى له وأنه الوحيد الذي تكلمه دابة وأخبرته أن من رباه كبير الملائكة وحكيم اليمن أبلغه أنه سوف يصبح ملكا .. ورا أنه يمتلك قدرات تختلف عن غيره ويتعجب منه كل من رأه وهنا وصل الى حقيقة ثابتة وهي أنه اله او ابن اله ولأنه لايريد أن يعبد ما لايرى ولا يسمع ولا مالا يعرف قرر أن يعبد نفسه فهي أولى وأعز عنده لعنه الله من كل ماحوله ومن هنا تبدء رحلة الألوهية الكافرة وكانت الوجهة التاليه بلد الفراعنة وأهل السحر والعجايب .

 المسيح الدجال ولقاء موسى عليه السلام

بعد رحلاته الى فلسطين وحياته في السامرة قرر الدجال أن يذهب الى أرض العجايب و الأهرام والسحر وتوجه اليها والتقى أحد كهنتها الكبار في العمر والعلم بالكهانة وعرض أن يخدمه نظير أن يعلمه الحكمة وأمور الكهانة ووافق لما راى منه من ذكاء رغم عيوب عينيه التي توحي بتخلفه ومرضه ومرت الأيام وبدء الدجال يطلب من الكاهن أن يقربه للفرعون ولكنه رفض لأن الفرعون يكره الغرباء والدليل مايفعله باليهود من قتلهم وسبي نسائهم وقص عليه قصة ( موسى عليه السلام ) وأخبره بكل تفاصيلها بما فيها هروبه بعد قتل المصري وأعجب اللعين بذلك وقص على الكاهن خبره بكل مافيه منذ مولده الى وصوله لمصر وأعجب الكاهن بذلك وقال له (انت موسى اخر ولكن من السامرة ) والسبب أنه التقط أيضا من قصر الحاكم الى الجزيرة وهنا أبدى اللعين أعجابه باسمه الجديد موسى السامري كموسىى الذي يشاركه ولو من بعيد في بدايته ونجاته .
بدء اللعين البحث عن موسى حتى التقى به ولم يقص عليه شئ سوى أنه من نسل اسحاق بن يعقوب وأباه كان ملكا على السامرة موسى لم يلق له بالا وطلب منه أن يؤمن بالله وكل ماجاء به من شرع الله , ولكن كفره أبى عليه وأخذ يعيش مع بني اسرائيل وينتظر ليرى مايفعل موسى فحضر كل معجزاته وخرج مع اليهود عند خروجهم مع موسى .

 

السامري وفتنة بنى اسرائيل

 قال الرسول صلى الله عليه وسلم في ذكر الدجال ( اني لأنذركموه ومامن نبي الا وقد أنذر قومه لقد أنذر نوح قومه ولكني أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه : تعلمون أنه أعور وان الله ليس باعور ).

بعد وصول بنى اسرائيل ونجاتهم الى البر الاخر وقرر موسى عليه السلام الى ميقات ربه

واختار معه سبعون رجلا اتارهم لمرافقته وترك موسى عليه السلام هارون أخاه نائبا له من بعده على بنى اسرائيل وخرج موسى عليه السلام الى ميقات ربه عاجلا على أن يلحق به السبعون المختارون ولكنهم لم يفعلوا. وأخبره تعالى أن السامري أظلهم فرجع موسى الى قومه غاضبا أسفا واعتذر السبعون عن تخلفهم ببقائهم مع هارون لماحدث من السامري وبدأوا يخبرونه بماحدث أننا وجدنا أن غالبية القوم سرقوا المصريين وأخذوا ذهبهم اما سرقة أو اما كان أمانة عندهم.
أبلغهم
السامري أنه قادر أن يريهم الله ان قدموا كل ذهبهم الذي سرقوة قربانا في حفرة

وجمع أمهر الصاغة والحرفيون وبدأوا يذيبون الذهب في أوان ويبردونه بماء البحر ثم صنع منه تمثال كان نحته من الصخر وألقاه في الذهب السايل ثم فصل بينهما بعد أن برده بماء البحر وهم يلقون الواحد تلو الاخر حتى نفذ الذهب واكتمل التمثال فقام السامري و ألقى المداد الذي أخذه من اثر الرسول في الجزيرة لقد كان الاناء معه دوما وكأنه كنز لايفارقه أبدا.

بعد أن ألقى الخبيث ماألقى اذا بعجل ضخم أمامهم وجسده ملئ بالحياة قال تعالى فاخرج لهم عجلا جسدا له خوار  ونتوقف هنا قليلا لبعض التحليل ولنري عجايب كتاب الله ودقة دلالته لقد بين الله تعالى أنه عجل وله جسد كما فى الاية وليس مجرد تمثال عادي ... اذا فيه حياة وروح ... وله خوار وهنا ايضا علامة ودقة أكثر دلالة ووضوح .. المهم وأخذ هذا العجل يخور كأنه ينادي عليهم .. وكان المترجم حاضرا وهو السامري لأنه رسول منه اليهم .. وأخبرهم أنه يأمرهم بالركوع له .. وركعوا جميعا الا هارون ويوشع بن نون وهوطفل ومن هداه الله ...وبين تعالى فى الاية التالية أنه من عجيب أمر اليهود أنهم كانوا مع السامري لحظة بلحظة وهو يصنع لهم العجل من اذابة الذهب الى طرقه بالمطارق وتقليبه له بيديه وماذا صنع لهم عجلا اذل الحيوانات وابلدها وماذا بلجعلوه اله موسى الذي ضل وأخطأ على حد زعمهم. وهنا أعلن السامري انه رسول اليهم وأنه ابن الاله وهذا ماكان يهمه فقط كما ذكرنا سابقا .... نعود الى حديث السبعين المختارين الى موسى حيث قالوا أنهم بقوا مع هارون الذي حذر قومنا ونحن معه من الكفر بالله قال تعالى ( ولقد قال لهم هارون من قبل ياقوم انما فتنتم به وان ربكم الرحمن فاتبعونى واطيعوا امري ) وقال لهم هارون ان موسى نبي الله ورسوله اليكم حذركم كل الفتن حتى فتنة الرجل الدجال وأنه شديد الفتنة والقوة ويمكن أن يكون هذا السامري ... ونحن السبعين حذرنهم كذلك وقلنا لهم ... قال تعالى ( افلا يرون الا يرجع اليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا ) ولكن بني اسرائيل رفضوا كل التحذيرات وأصروا على عبادة العجل ...كما ذكر تعالى في كتابه العزيز .... ورغم أن العجل عاد الى صمته والى مجرد تمثال من الذهب لا صوت ولاحراك الا أن الفتنة وقعت في بني اسرائيل وعندما انتهى القوم من حديثهم لموسى وراى قومه وماهم عليه غضب لله وأخذ برأس ولحية هارون يجره اليه وهو يلومه قال تعالى ( مامنعك اذ رأيتهم ظلوا الا تتبعن ) وموسى عليه السلام رغم ان الله تعالى أخبره بفتنة قومه كما فى بداية الايات الا أنه ازداد غضبا وشدة عندما رأى ماهم عليه وموسى عليه السلام كان شديد الغضب لله عز وجل وهو ماجعله يجر هارون بلحيته ويسأله لماذا لم تخبرني بهذا الامر او ماحصل ام انك عصيت امري وعهدي اليك بالصلاح (كما في الايات الكريمة سورة الاعراف الاية 142) واخذ هارون يتلطف اليه ويستعطفه بذكر الام رغم أنه أخوة من أبيه وأمه الا ان الام أرق بذكرها وذكر أنه خشى ان اتبعه ان يقول لما تركتهم وحدهم ولم ترعى ماستخلفتك عليه فيهم.

      لقاء السامري بموسى عليه السلام 

قال تعالى (قال فما خطبك ياسامري) يقول المفسرون ان كلمة الخطب هنا تدل على عظم
المصيبة وشدة الكارثة .. ولكن الا تلاحظون ان فيها نوع من الرقة والهدوء وكأنه يخاطب انسان صاحب حاجة أليس موسي من ألقى الالواح عندما جاء الى قومه أليس موسى من قتل المصري من قبل لشدة غضبه اليس موسى من أخذ برأس أخيه هارون ولحيته فما الذي تغيرليخاطب هذا اللعين بهذا الاسلوب. اذا مالذي غير موسى عليه السلام .. ان موقفا كهذا ومع موسى لا يدع مجالا للين والمجادله بل ان اقرب شئ للواقع هو قتل هذا اللعين فورا نعم فورا اذا هناك مامنعه ومايمنع موسى أن يغضب لله وان يتمالك نفسه.
وماذا كان رد السامري قال تعالى( قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من اثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي ) .... اجابة ملئية بالكبر والاستعلاء ..والبرود وأنه علم مالم يعلم موسى عليه السلام واصحابه ( وأعتقد ان المقصود هو انه يمتلك من العلوم والمعارف والتجارب سواء كيميائية او فيزئيائية او فيسيو لوجية ماجعله يفكر < وكذلك سولت لى نفسي > في التجربة فيهم بكل برود ) كما انه ذكر انه احتفظ باثر رسول ارسل له من السماء كما اخبرته الدابة ....( وقد اختلف المفسرون في اثر الرسول , وارجوا ان تعودوا اليه في تفسير الطبري وابن جرير والرازي وكذلك في تفسير الايه السابقة وانما ذكرت ذلك لمقارنة التفاسير وخاصة رواية انه اخذ الاثر عندما راى اثر الرسول عندما راه في البحر عند العبور وهذا يخالف ماذكرت سابقا لانه بشر ليس له ان يرى الملائكة والله اعلم ) . بعد هذا الحوار مع السامري ادرك موسى عليه السلام انه امام الدجال الذي امره الله ان يحذر منه قومه وعلم انه هنا الان لابلاغة الرسالة وليس مسلط عليه .. والا لكان قتله منذ راه او بعد ان حقق معه على اقل تقدير لانه اعترف وبكل برود انه المسؤل عن كل ماحدث ولكن قال له قوله تعالى ( فاذهب فان لك في الحياة ان تقول لامساس ) اذا تركه يذهب والحياة امامه ولن يمسه احد بسوء وان حاول احد ان يمسه بسوء فليقل لامساس / اي لاتسليط على ولايقربني احد ومن حاول فلن يسلط على (العجيب أن المفسرين اختلفوا فى الامر من ابن كثير الى سيد قطب ... وذلك ان منهم من قال انه عوقب بمرض الجدري .. ومنهم من قال انه عوقب بالعزل عن بني اسرائيل ليس ذلك فقط بل ان يذهب والحياة أمامه يعيش فيها .. وفي الجانب الاخر نري أن عقوبة من عبدوا العجل كانت أن يقتل بعضهم بعضا فهل يعقل ان رأس الفتنة الاكبر يعاقب بالجدري او العزل فقط ومع.. من ؟.. مع موسى عليه السلام ) اذا كانت العقوبه هي الطرد من
بين قوم موسى ويعيش فى الحياة كيف شاء بالدجل والغش ولكن العقوبة اتية لامحاله وفى موعد محتوم قال تعالى (وان لك موعدا لن تخلفه ) اذا الوعد بالقتل سيكون وفي موعد يعلمه الله وعلى يد رجل واحد يكون قتلك لوحدك(واختلف هنا المفسرون ايضا وقالو ان الوعد هو يوم القيامة وهذا يخالف الخطاب القرأني الواضح ان الوعد للمسيخ وحده وخاص به في يعلمه الله ..لان يوم القيامة موعد لكل الخلق .. وليس الوعد فى عهد موسى .. والا كان لموسى عليه السلام تصرف معه ...اذا لامساس في زمن موسى ..  في زمن موعد معلوم عند الله تعالى .. ومن حديث الرسول صلى الله علية وسلم فى مسند الامام ابى داوود عن ابى هريره قوله ( لم يسلط على قتل الدجال الا عيسى بن مريم ) و < لم > هنا تعني انه فيمن سبق حصل اللقاء ولكن لم يسلط عليه القتل... وكذا حيث عمر مع ابن صياد ....والله اعلم) نعود الى الاحداث حيث قال له موسى ان الصنم الذي عكف على صناعته وتفنن فيه احرقه موسى وذراه فى البحر كما جاء فى الايات الكريمة ...... وهنا نرى دقة التعبير فى القران بالاحراق والنسف لانه ليس مجرد تمثال لنما كان لحما ودما وجسدا .....بواسطة اثر الرسول الذي استخدمه المسيخ اللعين .... فالذهب اذا اذا احرق او تم تذويبه يزداد جودة ولكنه احرقه بالاذابة ثم جعله غبارا بطرقه وذراه في البحر ليعلموا انه لا اله الا الله العالم بكل شئ سبحانه.
وهنا رحل موسى وقومه واللعين طرد وهو يراقبهم من بعيد و يخطط للقاء اخر معهم في يوم لاموسى فيه وهكذا أدرك اللعين أول الرسل الذي أخبرته الدابة عنهم ولم يغتنم الفرصة.  

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة