2016.. سنة صحوة الرياضة المصرية قاريا ودوليا والجمهور أكبر غائب عن الفرجة محليا

من قبل : (توفيق صولاجي)
القاهرة  -و.م.ع
   زخرت سنة 2016 في مصر بالكثير من الأحداث الرياضية، شكلت فيها الإنجازات التي حققها الرياضيون على مختلف المستويات وفي مختلف المحافل الدولية والقارية جانبا مضيئا كرس بامتياز صحوة الرياضة المصرية، فيما ظل الجمهور أكبر غائب عن الفرجة محليا.
  وكانت البداية من أبرز حدث كوني على الإطلاق، أولمبياد ريو 2016، التي حقق فيها "الفراعنة" ما عجزت عنه أغلب الدول العربية، بانتزاعهم  ثلاث ميداليات برونزية، أحرزها كل من محمد إيهاب في رفع الأثقال، وهداية ملاك في التكواندو، وسارة سمير في رفع الأثقال، إلى جانب تحقيق المنتخب المصري إنجازا متميزا بحصده خمس ميداليات منها ذهبيتان وفضيتان وبرونزية، في الألعاب الأولمبية الموازية (البارالمبية).
  وفضلا عن ذلك، باتت الرباعة سارة أول مصرية تصعد منصة التتويج في أولمبياد ريو، وأول رياضية عربية تتوج بميدالية في رفع الأثقال.
  لكن الرياضة المصرية لم تهنأ بحصادها على قلته في الأولمبياد، بعدما طفت على السطح قضية تورط، وصيف بطل العالم في رمي الرمح إيهاب عبد الرحمن، والذي كانت تعقد عليه آمال كبيرة في نيل إحدى ميداليات المسابقة، في فضيحة تعاطي المنشطات.
  وفيما ظلت الرياضات الجماعية تلبس جلباب التواضع لسنوات، تمكن منتخب "الفراعنة" لكرة القدم من استعادته مكانته قاريا بعد انتزاعه التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم المقررة السنة المقبلة بالغابون، بعد غيابه لثلاث دورات متتالية (2012 و2013 و2015)
  كما تحذو المنتخب المصري رغبة عارمة في العودة إلى الواجهة على المستوى الدولي، من خلال التأهل إلى نهائيات كأس العالم ،التي غاب عنها منذ 28 سنة ، وهو يخوض إقصائيات مونديال روسيا 2018.
 وكانت أولى الخطوات لبلوغ المبتغى تحقيق منتخب "الفراعنة" فوزا ثمينا على منتخب غانا بهدفين نظيفين في المباراة التي جمعتهما في نونبر الماضي، ضمن منافسات الجولة الثانية، ليتصدر المجموعة الإفريقية الخامسة ويعزز فرصه في التأهل إلى المونديال.
  وفي كرة اليد، توج المنتخب المصري بطلا لكأس إفريقيا للأمم بتغلبه في النهاية على نظيره التونسي (21-19) بالقاهرة، وانتزع بالتالي بطاقة التأهل إلى أولمبياد ريودى جانيرو بعد غياب دام ثماني سنوات.
 وكان هذا اللقب، السادس لليد المصرية بعد سنوات 1991 و1992 و2000 و 2004و2008.
 وتواصل تألق كرة اليد بفوز فريق نادي الزمالك ببطولة كأس الكؤوس الإفريقية ،التي احتضنتها مدينة العيون المغربية في ماي الماضي، بعد تغلبه في المباراة النهائية على الترجي التونسي (26-25).
 ويأتي دور النادي الأهلي، ليكرس هذا الامتياز بنيله لقب البطولة الإفريقية للأندية لكرة اليد ذكورا، التي أقيمت في أكتوبر الماضي ببوركينافاصو، وهو اللقب القاري الخامس له بعد سنوات 1985 و1993 و1994 و2012.
  وعلى الواجهة الإفريقية دائما، وهذه المرة في رياضة كرة السلة، أحرز النادي الأهلي باكورة ألقابه في بطولة إفريقيا للأندية البطلة، التي احتضنتها بداية الشهر الحالي القاهرة، بالفوزعلى حامل اللقب بطل أنغولا نادي دو ليبولو (68-66).
 وكما شهدت الساحة الرياضية خلال هذه السنة إنجازات، عرفت أيضا إنكسارات تمثلت في استمرار غياب الجماهير عن مباريات كرة القدم  بعد أن انطفأت أنوار ملعب القاهرة الدولي، الذي يعد رمزا لكل الملاعب في القارة السمراء والوطن العربي، لأزيد من ثلاث سنوات، حيث لم يفتح أبوابه في الفترة الأخيرة إلا في حالات نادرة.
 فمنذ ثلاث سنوات عانت الكرة المصرية من غياب الجماهير عن المدرجات، وظل العذر عدم وجود موافقات أمنية، في ظل تضارب التصريحات بشأن موعد العودة بين الحين والآخر، لتبقى الرياضة الأكثر شعبية الخاسر الأكبر في هذه المعادلة، باعتبار الجمهور يشكل حافزا كبيرا للمنتخبات الوطنية والأندية الكبرى مثل الأهلي والزمالك لتحقيق نتائج إيجابية وإحراز بطولات على الصعيدين الدولي والقاري.
 ولم يخل بيت الأسرة الرياضة المصرية سنة 2016 من الأقراح كما الأفراح، بعد رحيل عدد من  نجوم وأساطير المستديرة تاركين خلفهم تاريخا حافلا من الإنجازات والبطولات التي ستبقي خالدة في أذهان عشاق كرة القدم المصرية.
  ففي التاسع من يناير غيب الموت ،حمادة إمام، أسطورة الزمالك والكرة المصرية ووالد حازم إمام نجم الزمالك السابق بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز ال68 سنة.
  وفي 3 نونبر توفي ،محمود بكر، نجم النادي الأولمبي السابق وأسطورة التعليق الرياضي المصري بعد صراع مع مرض "الفشل الكلوي" عن عمر يناهز ال72 سنة.
 كما رحل نجم نادي الزمالك ومصر في الستينيات ، نبيل نصير، بعد صراع مع المرض في 2 أبريل، قبل أن تودع الساحة الرياضة أسطورة النادي الأهلي وأحد رموز الكرة المصرية ، طارق سليم ،عن عمر يناهز 79 سنة.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة