ريم شيخ حمدان : كم مرّة

ريم شيخ حمدان : كم مرّة

ريم شيخ حمدان : كم مرّة

***** كم مرّة *****

كم مرّة بأمانة بذلت مجهوداً لتنجح في زواجك وتسيير أمور بيتك بالمجهود نفسه الذي تبذله لإنجاح عملك؟
كم مرّة أكلت من طهو زوجتك المحروق وأنت تبتسم؟ وكم مرّة أثنيت عليه؟ وكم مرّة قارنته بطهو والدتك؟
كم مرّة قمت بتقدير وقفتها إلى جانبك وأنت تشقّ في الحياة طريقك؟
وكم مرّة بلغتَ مكاناً مرموقاً ونجاحاً متميزاً واحتفلتَ به معها وهمست في أذنها: «الفضل يعود إلك»؟
كم مرّة افتقدَتْ هي على مسرح الحياة التصفيق، فكنت المخلص في تقدير فكرها صادق بقيمة تصفيقك وحدك لها؟
كم مرّة جعلتها تشعر بأنها طفلة ومددت لها يدك لتشعرها بأنني سندك؟
كم مرّة اتصلت بها لا لتقول شيئاً، إنما تفكيرك بها هو الذي كان دافعك؟
كم مرّة تذكرت تاريخ ميلادها أو تاريخ زواجك؟
كم مرّة عاملتها باللطف الذي تُعامل به الغرباء من معارفك؟ وكم مرّة راعيت مشاعرها وأنت وسط الجنس اللطيف الذي حولك؟
كم مرّة انتقدتها؟ وكم مرّة اعتذرت لأن مشكلات عملك كانت سبب الضغط عليك؟
كم مرّة اعتنيت بنفسك لأجلها؟ وكم مرّة تركت مالاً تنفقه كما يحلو لها؟
وكم مرّة امتدحت أناقتها بالثوب الذي اشتريته لها؟
وكم مرّة اهتممت بتوافق العلاقة الجنسية معها؟
وكم مرّة كُنتَ مُعلماً في الزواج لأُمّيتها؟
كم مرّة وكم مرّة وكم مرّة؟
وكم مرّة كنت تعرف كيف تمنحها لمسة دافئة على شفتيها لتمتصّ غضبها؟
وكم مرّة كنت تعرف كيف تقبّل عينيها لترضى؟
وكم مرّة جلست مع نفسك لا لتتحسر على الحبّ الذي ضاع بل على الأشياء الصغيرة التي أضعتَها؟
كم مرّة؟!

ريم شيخ حمدان
سورية

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة