قصيدة : عن الذين احبوا، وما تابوا

وَماَ ارَوعَ الرَوحَ حَينَ تبَصمَ بالَابَداعَ, وَماَ اَروعَ الاَبدَاعَ عَندَماَ ينَمقَ بالَتمَيزَ, رميت بدلوك في عميق ثقافتك وأخرجته مثقلا بنفحات سخية ،عجنتها لتصوغ منها وبها شكلا يوحي بها وينفرد عنها..ولعمري ذلك ما يجب أن يفعله المبدع الذي لا يمكن أن ينطلق من العدم، بل ينطلق من موروث يسبغ عليه من ذاته ليخرج منه صدفات يتهافت عليها الباحثون عن النفائس ..أسعدت بقراءة قصيدك هذا يا أستاذنا عيدي الهمامي وأحببت أن أنشره وأشاركه هنا على موقع رسائل حب, شكرا.

قصيدة : عن الذين احبوا ،، وما تابوا 

وإذ قلنا 
حين كان القول قولا 
وكانت الأذن تسمع ،،
إلا هي أبت واستكبرت 
لا من زهو 
ولا من كبرياء ،
أخذتها العزة 
حين استوت المراة 
لم تكن صقيلة 
لولا ان نفخت فيك مما أكبره فيى 
وجعلتك بلقيسا أخرى 
لم تسجد لصاحب الهدهد 
ولم تنزل من على عرشها ،
وكذلك الجن 
لم تفلح أنى سعت 
وخر الهدهد صريعا 
حين علم 
ان وشايته كاذبة ،،
لما غلقت الأبواب 
هممت بك
هممت بي
قد أكون مشيت خلفك
قد تكوني مشيت خلفي
لكن الأكيد
ان نساء إشراف طيبة
قد قطعن ايديهن
بدل التفاحة ،،
سقطت السكين 
تلعق عشق سيدات مصر
والنيل ارتوى 
من دمع حليلة العزيز ،،
وانا يا صاحبتي
لم اكن في يوم يوسف
لأرى 
ما لا يراه كهنة المعبد
ولاستجدي النيل 
قطرة من فيضان
واطرد السبعة عجاف
لاحتفل بالسمان ،،
ذاك الوادي
لم يعد يجري لمستقر له
حين داسته سلاسل العربات الثقيلة
فار التنور
وغيض الماء ،
ظلت الفلك طرقها 
ولم يعد دجلة
أخ للفرات ،،
تبات بغداد 
تعد قتلاها
وعند الصباح
تتوسد أخبار من ماتوا
وتلعق اتربة من هاجروا
وتنام بغداد
او هي تحاول النوم على طوى
مدينة النخيل
والواحات ،،
هبي يا صاحبتي
لو أني تحطمت
تهدمت
تهشمت 
ومشت على جثتي كلاب بني مخزوم
او بني عبس
او كلاب أبناء العم من يهود غطفان
او بني النضير
هل كانت الخنساء 
لتقطع شعرها
وتقول عني 
أني كنت الفتى السيدا
واني خير فتيان القبيلة
واني دليل الحيارى
واني ملهم العذارى
واني علم على راسي نار ..
كتفي والليل
وانت 
وهذا الحجر
وانا لم اعد سيزيف
وكل الذين أتذكر ،
أحدهم شنقوه بتكة سراويله
وآخر الجموه بسياط من نار ،
صاحب المقدمة
اعلن قولته الشهيرة
(في بلدي /وافق/ او نافق/
او غادر البلاد) ،،
وفي أندلس 
أحرقوا كتب معلمي 
وحاكموه بتهمة إفساد الرعية ،،
وعابر المحيط
باع الحصان
ليركن بإحدى زوايا مصحة المجانين
يلوك قصص ابنة (رودريك )
ويجتر خفايا محاكمة ابن النصير..
هذه المدينة الجحود
أراها تبتلعني
تتفنن في مضغي 
وتتقياني 
كأنها تستلذ لحمي ،
شوارعها 
تتكسر على أعمدة 
مصابيحها مكسرة
لا تشتغل ،
وتلك الساعة على الحائط
تتوسط السوق
لكن عقاربها صامتة
وخرساء ،،
وهذه ،،التي أكركر 
جثتي ،،
أم انت ساكنتي 
التي أحملها ...

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة