هل ستكون سنة 2017م سنة جمود طويلة في الصحراء الغربية؟


في سنة 2016م، شهور قبل نهاية ولايته الثانية، حرك بان كي مون قضية الصحراء وزار المناطق المحررة من الصحراء الغربية، ووصف المغرب بالاحتلال، لكنه لم يستطيع أن يذهب إلى العمق: لم يستطيع تنظيم مفاوضات مباشرة في ما تبقى من عهدته، كما لم يستطيع أن يترك لخلفه خارطة طريق واضحة يسير على ضوئها للتعامل مع القضية مستقبلا.
ذهب بان كي مون دون التوصل إلى نتيجة حاسمة، وجاء انطونيو غوتيريس لبيت أممي ملئ بالفوضى. ففي حالة أن يسير الأمين العام الجديد على نهج الذين سبقوه فإنه يلزمه سنة على الأقل حتى يرتب بيته الأزرق الجديد ويضع رزنامته ويحدد أولوياته، وبالتالي هذا يحتم على الشعب الصحراي سنة جديدة من الصبر الجميل.
في ظل كل هذا يبدو المشهد، على الأقل في سنة 2017م، كما يلي:1- خيبة أمل صحراوية عارمة في الأمم المتحدة، وهي خيبة الأمل التي كان قد مر بها الفلسطينينون في نهاية الستينات. فالفلسطينينون كانوا قد أختاروا طريق الأمم المتحدة، لكن بسبب وجود الفيتو الأمركي المرفوع دائما ضدهم والموالي لإسرائيل، تركوا المنظمة الأممية نهائيا، وأختاروا حل خنق إسرائيل ديمغرافيا مثلما فعل الأفارقة في جنوب إفريقيا. الآن نحن يمكن أن نصل إلى النتيجة ذاتها التي توصل إليها إخواننا الفلسطينينون في نهاية الستينات، وهي أنه ستخيب أمالنا في الأمم المتحدة بسبب وجود الفيتو الفرنسي المساند للمغرب، ونترك استارتيجية التعامل مع الأمم المتحدة ونبحث عن جبهات أخرى نكافح من خلالها.2- الأمين العام الجديد سيجد أمامه مشكلة طريق الكركرات، وهو طريق شائك لإن المغرب يريده أن يُفتح وموريتانيا والدول الأفريقية التي ستستفيد منه تريده أن يُفتح، وبعثة الأمم المتحدة، المينورصو، كانت قد عبرت عن رغبتها أن يتم فتحه أو تتكفل هي بتمويله. الآن، أمام عجز الأمم المتحدة عن حل مشكلة طريق الكركرات، يبدو أن المغرب ينتظر أن يتسلم الرئيس الأمريكي الجديد، ترامب، السلطة كي يطلب منه أن يضغط على الجزائر والبوليساريو كي يتم تعبيد الطريق، ولا تقوم البوليساريو بممارسة أية سيادة عليه لا من حيث جني الضرائب ولا وضع الأختام على جوازات السفر المغربية. من جهة مقابلة، لا تستطيع البوليساريو أن تلبي الطلب المغربي سواء طلبته منها الولايات المتحدة أو مجلس الأمن، فهي- البوليساريو- أو شعبها ترى فيه تطبيعا مع المغرب وانتقاصا من سيادتها على أرض تديرها. في حالة أن تتجمع الضغوط ويتم فتح الطريق وتعبيده لا بد للبوليساريو – هذا مفروغ منه- أن تضع حراساتها ومراكز مراقبتها وتجني الضرائب وتضع الاختام.3- ما سيجعل تحرك الأمين العام الجديد صعبا في قضية الصحراء الغربية هو أن يمكن ان يتخلى عن كريستوفر روس تحت ضغط مغربي هائل، وسيبدأ البحث عن خليفة له وهو ما يتطلب وقتا طويلا.4- الجانب الصحراوي سيطالب او ما سيطالب به هو إجراء جولة من المفاوضات المباشرة، فهو – الطرف الصحراوي- يرى أن جولة المفاوضات الجديدة يمكن أن يتم فيها الإعلان عن موت ما كان يسمى بالحكم الذاتي، وبالتالي سيتم الالتفات إلى الأمم المتحدة لتبحث عن حل قد يكون العودة للمربع الأول وهو الاستفتاء بحكم أنه هو الحل الوحيد الديمقراطي والشرعي لقضية مثل القضية الصحراوية.في انتظار أن يتم التوفيق بين كل هذه النقاط ومحاولة جمعها في لوحة واحدة قد تمر سنة 2017م دون جديد. 
Blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة