المغرب على مشارف عام الانهيار ان لم يستوعب الدرس.


بقلم: حدي الكنتاوي
تتفاعل الاحداث وتتسارع بصورة دراماتيكية لا تتيح لك الفرصة لفهم تفاصيل أي منها، ما ان تبدء في فك شفرة أحداها حتى تداهمك الأخرى غير انها في جلها إيجابية في مسار تطور كفاحنا منذ مطلع العام المنصرم بعد غدا، لولا الحدث الجلل الذي أصاب الصحراويين قاطبة واستقبلوه بقلوب صابرة راضية بقضاء الله وقدره، رحيل زعيمهم، الراحل محمد عبد العزيز رحمة الله عليه، لكن القدر اختار كذلك ان تكون هناك احداث تركت بصمتها الإيجابية على مصار كفاحنا من اجل الحرية والاستقلال، فزيارة الامين العام للأمم المتحدة وما صاحبها من تخبط مغربي ابان عن رويبداء النظام المخزني في جميع ردود افعاله على القرارات القوية لكل الهيئات الدولية من مجلس الامن، الاتحاد الافريقي ثم الاتحاد الأوربي، والتي كلها عززت من حضور قضيتنا الوطنية وزادت الخناق على المحتل المغربي، مرورا بتحدي الانتقال السلس للسطلة من خلال نجاح المؤتمر الاستثنائي وصولا الى القرقرات، واخر هذه الاحداث حكم المحكمة الاوربية.
هل ستمكن المغرب الاتفاقيات الاقتصادية الوهمية من الانضمام للاتحاد الافريقي؟؟
عكس التيار يتحرك المغرب اعلاميا من اجل الانضمام الى الاتحاد الافريقي لعل بعض القنوات التلفزيونية ستضمن له ذلك، موقعا العديد من الاتفاقات، أبرزها أنبوب الوهم بينه ونيجيريا، الموضوع المرتبط بالقوى الكبرى والذي يواجه ازمة أخرى ان تحقق الوهم ستكون بمثابة هدية العمر التي تنتظرها البوليساريو لتكون “قرقرات” أخرى غير انها هذه المرة ستكون حرب شعواء لابد للفاعلين الدوليين الكبار وخاصة شركات الطاقة الاخوات السبع، ان تكون لها كلمة الفصل.
وامام كل هذه الشطحات في افريقيا وان اختلفت المسوقات والصفقات يمني المغرب النفس بالانضمام للمنظمة التي طرد من وصيفتها منظمة الوحدة الافريقية منذ ثلاثين سنة، وبعد التحسر المزمن والهرولة الغير مبرر بدعم واضح من عرابه فرنسا يواجه الاحتلال المغربي معضلة قانونية لا مفر منها فلإجابة على الاسئلة الجوهرية المتضمنة لدستور الاتحاد كمبادئ والتي بموجبها ستضمن له الانضمام الى المنظمة القارية كأول خطوة، يجعل انضمامه بعيد المنال على الاقل في المنظور القريب.
ليخرج الميكانيكي بفتوي مرجعتيها كتب رثة، منذ ستينات القرن الماضي والسياسة التوسعية لعلال الفاسي موقظا لأضغاث أحلام، لا التاريخ ولا الجغرافيا اوجدت لها مكان، وفي خلق توتر اخر هذه المرة ليست مع جارته الشرقية التي اغلقت عليه كل منافذ تهريب “نفط المخزن” الحشيش كما جرت العادة، بل موريتانيا التي حاولوا استفزازها مرارا وتكرارا من اجل لي ذراعها و توريطها في مشروع ظاهره، التنمية والمصالح المتبادلة وباطنه الاستلاء على ما تبقى من الصحراء الغربية المحررة وصولا الى لكويرة، ما ابان عن حكمة وبصيرة البوليساريو واحترافيتها في اختيار المكان والزمان للتحرك وتعرية كل الاوراق التي حاول الاحتلال المغربي وحلفائه توريطها في معركة مكشوفة مع موريتانيا الشقيقة.
المحكمة الاوربية…. تطلق رصاصة الرحمة على اخر امل للمغرب للتنفس من شدة الانحصار.
في بوادر لتغيير دولي مع القادم الجديد للبيت الأبيض يحتدم الصراع بين القوى الكبرى على القارة السمراء وخاصة أمريكا والصين ما ينعكس على الفاعليين الإقليميين في بحثهم عن التسابق للتودد لهذه القوى وفي هذا السياق دخلت فرنسا وصيف أمريكا في المنطقة معركة خاسرة للتأثير على المحكمة الاوربية لعلها تخفف من خسائرها، تدخل ظاهره ارداء المغرب و باطنه منع الصين من التمدد في الأسواق الافريقية التي تعتبرها فرنسا قاعدة خلفية لها، وابرز مثال على سخونة المعركة ما حدث في الغابون ودعم فرنسا للمعارضة وهو ما فهم على انه تهديد صريح للرئيس الذي اعطى امتيازات اقتصادية للصين على حسابها، غير ان القرار الأخير سيضاعف من صداع فرنسا، الحامية والمستفيدة رقم واحد اقتصادية من المغرب، الذي فاجئه القرار ونزل كالصاعقة عليه ولم يستوعب الصدمة بعد، اذ انه سيرهن على الاقل في العلن اي اتفاق تجاري او اقتصادي في المستقبل لكونه فصل المناطق المحتلة من الصحراء الغربية عن أي سلطة للمحتل المغربي وهو ما ينهي عمليا اي دور للاحتلال في المنطقة، لتتبخر بذلك احلام الملك المغربي الراحل الحسن الثاني: “نريد ما في باطن الأرض، اما فوقها لدينا 25 مليون مغربي” ومع انتهاء مفعول الفرضية الاقتصادية لم يبقى للمحتل المغربي الا هامش ضئيل للمناورة ولعب اخر أوراقه مع حلفائها وخاصة فرنسا التي حاولت ان تؤثر على الحكم النهائي، غير ان عدالة القضية اقوى من أي تأويل يشرعن الاحتلال.
المهم كيف ستستقل البوليساريو الوضعية وتحسن التحرك بسرعة وبذكاء على الخيط الرفيع، حتى تستثمر في الانتصار القانوني الذي مازال ينتظر ان يترجم الى انتصار سياسي.
هل ستعد العدة الدبلوماسية الصحراوية وتستقل الانتصارات المحصلة، ونحن على مشارف اختتام الندوة السنوية للدبلوماسية الوطنية وتزيد في عزلة الاحتلال المغربي، مما يفرض عليه الامتثال للشرعية الدولية، واستيعاب الدرس ولو متأخرا.
الى ان يفهم الاحتلال المغربي الدرس، وتبزق شمس الحرية على كامل ترابنا، كل عام والشعب الصحراوي بألف خير.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة