أهرامات السودان شاهدة على حضارته العريقة وتستعد لاستقبال السياح الصينيين

عندما تُذكر كلمة "أهرامات" تتبادر دائماً إلى الأذهان أهرامات الجيزة المصرية التي تحظى بشهرة عالمية وتجذب الملايين من الزوار المحليين والأجانب سنوياً باعتبارها الأعجوبة الوحيدة من عجائب العالم السبع التي مازالت باقية على أرضنا. وفي الحقيقة تنتشر بالسودان الدولة المجاورة لمصر أكثر من 200 هرم وهذا يساوي تقريباً ضعف عدد أهرامات مصر، إلا أن أحجامها أصغر بقليل من مثيلتها بمصر. ولفتت أهرامات السودان أنظار العالم بتاريخها العريق ومدافنها الرائعة، حيث يرجع تاريخ أقدم أثارها إلى قرون قبل الميلاد.
ومن أشهرها أهرامات مروي التي تُعرف باسم أهرامات البجراوية نسبة للقرية التي تقع فيها قرب مدينة شندي التابعة لولاية نهر النيل على بعد حوالي 200 كيلومتر عن عاصمة البلاد الخرطوم وهي آثار ممالك الكوش المهمة وتُعتبر أيضاً أكبر مجمع للأهرامات في العالم. وأُدرجت مؤخراً في قائمة التراث العالمي رغم أنها كانت مصنفة ضمنها منذ عام 2011.
وبالإضافة إلى ذلك، نالت تحف مدفونة ورسومات ملونة فيها شهرة كبيرة بروعتها وإتقانها. وأكدت مصادر مطلعة بهيئة الآثار السودانية أن كل هرم منها توجد فيه غرفة أمامية وغالباً ما تكون في الجانب الشرقي من الهرم وتحفظ فيها الاحتياجات والمواد والمقتنيات الخاصة بالملك أو الملكة من ممالك الكوش. وعلاوة عن ذلك فإن على جدران هذه الغرف رسومات لملوك أو ملكات وما زالت ألوانها زاهية رغم أن تاريخها يرجع إلى آلاف السنين.
وتفيد السجلات التاريخية أن مروي قامت علي كنف مملكة غنية ومزدهرة من صناعة الحديد والتجارة العالمية مع الهند والصين، وقد استقطبت عمال التعدين من كل أنحاء العالم، وهذا ما دفع المؤرخون لإطلاق اسم "بيرمنغهام أفريقيا" علي مروي للإنتاج الهائل ولحجم التجارة الكبير في خام الحديد والحديد المصنع مع أفريقيا وكل مراكز التجارة العالمية في ذلك الوقت، وكان الحديد ينتج بواسطة أفران الصهر والمحارق وكان المرويون أفضل صناع الحديد في العالم. ويعتقد بعض العلماء أن أصل الحضارة في وادي النيل يعود لحضارة كرمة التي تعتبر حضارة مروي امتداداً لها. كما صدرت مروي المنسوجات والمجوهرات، وكانت المنسوجات الكوشية من القطن، وبلغت أوج ازدهار لها عام 400 قبل الميلاد، وفضلاً عن ذلك كانت المملكة الكوشية غنية بالذهب، وكذلك اشتهرت مروي بتجارة الحيوانات النادرة إلي ما هو أبعد من مصر وشمال أفريقيا وكان هذا وجهاً آخر من أوجه الاقتصاد المروي المتنوع.
ولا شك أن أهرامات البجراوية الشامخة وسط الصحراء تشهد على التاريخ العريق والحضارة القديمة المشرقة للبلاد وبذلت الحكومة السودانية جهوداً في حمايتها وترميمها وترويجها للعالم. وقال وكيل وزارة السياحة السودانية جراهام عبد القادر في حديث أدلى به لمندوبة ((شبكة الصين)) خلال زيارتها ضمن وفد تابع لجمعية الصحفيين لعموم الصين إن بلاده قد وقعت مذكرة التفاهم مع الصين في مايو الماضي لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، مؤكداً أن أهرامات البجراوية تستعد لاستقبال السياح والاستثمارات من الصين باعتبارها موقعاً أثرياً تاريخياً مهماً بالبلاد.
ودليل آخر على طموحات البلاد السياحية هو أن مهرجاناً سياحياً دولياً اُقيم في ديسمبر الماضي قرب جبل البركل الذي يُعتبر موقعاً سياحياً معروفاً بالسودان. وأكد علام عبد الرحيم بشاره مدير الإدارة العامة للسياحة بوزراة السياحة والآثار والحياة البرية للبلاد في حديثه لمندوبة ((شبكة الصين)) أن هذا المهرجان نُظم بهدف ترويج السياحة السودانية في العالم، وأعرب عن أمله في إسهام المهرجان في جذب السياح من أنحاء العالم وخصوصاً الزوار الصينيين.
وبشأن أمن وسلامة السياحة في بلاده، قال علام عبد الرحيم إن ذلك لن يصبح مانعاً، لأن بلاده قد اتخذت إجراءات لضمان السلامة والأمن بالمناطق السياحية وعلى سبيل المثال، فإن رجال شرطة السياحة يحرسون المناطق السياحية وذلك إلى جانب أن عددا من المواقع السياحية مزودة بأجهزة تصوير للمراقبة.
ورغم تعاقب العصور والعهود فقد ظلت أهرامات السودان صامدة عبر الزمن وشاهدة على حضارة سودانية عريقة. وتستعد حالياً لاستقبال أفواج السياح الصينيين.
‏‎CRIarabic‎‏ 

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة