جبهة البوليساريو تكثف جهودها في مكافحة المخدرات المغربية



الصحراء الغربية 02 فبراير 2017 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ ضيقت جبهة البوليساريو الخناق على المخدرات المغربية التي كانت تعبر عبر الجدار المغربي الذي يقسم الصحراء الغربية الى دول الساحل والصحراء عبر ممرات تصل الى مالي والنيجر وموريتانيا.
ومن خلال الاجراءات الامنية التي اتخذتها جبهة البوليساريو عبر نقاط عسكرية لقوات خاصة مدربة على مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة استطاعت كبح جماح الظاهرة التي تفاقمت في السنوات الاخيرة، ومن خلال عمليات نوعية احبطت القوات الصحراوية العديد من عمليات تهريب المخدرات والقت القبض على مجموعات تتاجر في المخدرات وتتعامل مع عصابات مغربية تعمل في المجال بدعم وتمويل من جنرالات وضباط مغاربة بالقواعد العسكرية المغربية غرب الجدار المغربي في الصحراء الغربية.
وبالرغم من طول المسافة التي يتحرك فيها المهربون إلا ان نقاط المراقبة التي يقيمها الجيش الصحراوي والدوريات المتنقلة استطاعت وضع حد للمحاولات المغربية الرامية الى اغراق المنطقة بالحشيش المعالج والقنب الهندي وانواع المخدرات والسموم المغربية.
وبفضل يقظة مقاتلي جيش التحرير استطاعوا تنفيذ عمليات ناجحة من منطقة بوكربة الى الكركرات ما يعكس تحكم الجيش الصحراوي وسيطرته على الاراضي المحررة من الجمهورية العربية الصحراوية.
وتجري السلطات الصحراوية مع نظيرتها الموريتانية والجزائرية تنسيقات في المجال في إطار تكثيف الجهود المغاربية لمكافحة هذه الآفة التي يغرق بها المغرب دول الجوار وذلك من خلال تبادل التجارب والخبرات والافكار بين الدول المغاربية والاستفادة من التجربة الجزائر الرائدة في مجال مكافحة ظاهرة المخدرات.
تجدر الاشارة الى ان تقرير اوروبي لسنة 2016 حول أسواق المخدرات باوروبا, اكد أن المغرب هو المصدر الرئيسي للمخدرات الى أوروبا, محذرا من أن أسواق المخدرات غير المشروعة, تشكل احد أهم التهديدات بالنسبة للأمن الأوروبي.
واشار التقرير الذي أعده كل من ” المرصد الأوربي للمخدرات” و ” الديوان الأوروبي للشرطة”, أنه ليس هناك أدنى شك بأن أسواق المخدرات غير المشروعة, تعد احد اخطر التهديدات بالنسبة لأمن الأوروبي, مؤكدا أن جماعات الجريمة المنظمة المغربية, التي تستغل العلاقات مع الجاليات المغربية المقيمة بأوروبا, و تعمل مع الجماعات الأوروبية، تلعب منذ زمن طويل دورا في استيراد كميات كبيرة من المخدرات.
و بخصوص تطورات السوق فإن اسبانيا التي تعتبر المدخل التقليدي للمخدرات المستوردة من المغرب قد أشارت مؤخرا الى تزايد عمليات حجز المخدرات حسب نفس التقرير, مضيفا أن هذه المخدرات يتم تهريبها نحو الاتحاد الأوربي على غرار تهريب منتجات غير مشروعة أخرى و المتاجرة بالأشخاص.محذرا من ان الكثير من مستهلكي القنب الهندي يربطون التركيز بالنوعية مما يخلق طلبا و مضاربة بالنسبة للمنتوجات ذات التركيز القوي, كما أن المنافسة بالسوق قوية لدرجة أن الظاهرة تمثل تحفيزا بالنسبة لمنتجي المخدرات من المغرب, الذين أدخلوا أنواعا هجينة جديدة لهذه النبتة, ذات المردود الكبير و التركيز القوي.
و قد ربطت تقارير جد مقلقة بين تجارة المخدرات و تمويل الجماعات الإرهابية الناشطة في النزاع بسوريا, و في البلدان المجاورة حسب ذات التقرير.
و أضاف التقرير أن هناك عناصر إثبات لبعض الروابط بين الجماعات الاجرامية المتورطة في تهريب المخدرات, و المنظمات الإرهابية, و أوضح ذات التقرير أنه يتبين عموما أن هذه العلاقات لها أساسا طابعا وظيفيا, كون المنظمات الارهابية تستغل تجارة المخدرات لتمويل نشاطاتها.
و لدى التطرق للاستهلاك يشير التقرير إلى أن الأوروبين ينفقون سنويا على المخدرات غير المشروعة, معدل 24 مليار أورو, مبرزا الأثر السلبي لأسواق المخدرات على المجتمع و العلاقة بين هذه الأسواق و الأشكال الأخرى للجريمة كالإرهاب على وجه الخصوص.
و أعتبر أصحاب التقرير بأن المخدرات سوقا جد مربحة, و أنها تمثل حوالي خمس منتوجات الإجرام في العالم, و يعتبر القنب الهندي نوع المخدرات الأكثر استهلاكا في أوروبا بحيث يستحوذ على نسبة 38 %من السوق, تليه بعد ذلك الهيروين بنسبة 28 %, ثم الكوكايين بنسبة 24 %, حسب نفس التقرير.
كما يوضح التقرير أن القنب الهندي يمثل حوالي 38 %من سوق التجزئة للمخدرات غير المشروعة, و هو ما يمثل معدل مبلغ يفوق 3.9 مليار أورو في السنة (ما بين 4.8 و 9.12 مليار أورو) أما سوق الهيروين, فتمثل متوسط 8.6 مليار أورو في السنة (ما بين 6 و 8.7 مليار أورو) مقابل معدل 7.5 مليار أورو سنويا أي ما بين (5.4 و 7 مليار أورو) بالنسبة لسوق الكوكايين .
و تبين التقديرات الواردة في التقرير بأن أكثر من 80 مليون شخص بالغ سبق لهم استهلاك القنب الهندي منهم 22 مليون شخصا خلال السنة الماضية, و أن حوالي واحد بالمائة من البالغين في أوروبا يستهلكونه بشكل شبه يومي, وهذا ما يجعله نوع المخدرات الأكثر استهلاكا في الإتحاد الأوروبي.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة