القيادة النقابية الجديدة ومتطلبات العمل الوطني


انعقد بنجاح وبنتائج جيدة , المؤتمر الثامن للاتحاد العام لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب الذي انعقد في بداية شهر ديسمبر الجاري بولاية بوجدور كانت من بين مخرجاته تلك الوثائق والتوصيات وهيئاته القيادية من أمانة جديدة و ومكتب تنفيذي يتكون 12 عضو , نتمنى لهم التوفيق في تنفيذ برنامج عمل الاتحاد لخدمة العمال الصحراويين ومؤسساتهم وتعزيز صمودهم ، والتعاون مع القيادات النقابية القاعدية والاتحادات المهنية والعمل تحت راية اتحاد العام لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب وقيادته النقابية الجديدة.
إنه هام وإيجابي انعقاد المؤتمر ولكن الأهم هو : ماذا بعد المؤتمر ؟ 
العمال الصحراويين المتواجدين بساحات عملهم يتطلعون بأمل وثقة الى منظمتهم وقياداتهم الجديدة، وبعد اختتام أعمال المؤتمر ينتظرون إقلاع النضال النقابي والوطني من جديد ومن منصة انطلاق محطته الثامنة من عمره كاتحاد تأسس سنة 1975 . و الذي اعترف بأصالته ودوره الهام كل ضيوف المؤتمر المشاركين من جميع أماكن التواجد الوطني والوفود النقابية الأجنبية الإقليمية منها والدولية , ورسائل تضامنهم النقابية المخلصة مع الشعب الصحراوي يثمنون نضال و تطلعات عمال الدولة الصحراوية وشعبها وقيادتها وصمود هذا الشعب الذي يعاني الاحتلال منذ ازيد من 40 سنة في ظل اللجؤ, ويرجون قدوم النصر والتصدي واستمرار عجلة النضال ،كما يؤكدون أن صمود الشعب الصحراوي في وجه تحديات شرسة تكالبت فيها العديد من قوى الشر والعدوان والظلم من طرف العدو المغربي دليل على عدالة القضية الصحراوية .
هي بالتأكيد ثقة كبيرة وطموحات عالية ، ومن حق عمال وأبناء الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب أن يلمسوها في اتحادهم وقياداتهم المقتدرة ، وبالمقابل من حق هذه القيادة المنتخبة الجديدة أن تعمل على المشاركة الفعالة الواسعة ميدانيا وخارجيا , ومبادرات واقتراحات عملية تقدمها باستمرار, 
إن العمال والجماهير الشعبية يتطلعون أمل من القيادة الجديدة ورئاسة اتحادهم العام أن تعطي لقضاياهم ومشكلاتهم وهمومهم ومطالبهم كل اهتمام وانشغال وحشد إمكانية المنظمة النقابية وقياداتها وكوادرها لتصب معا وعبر الحوار الجاد والمسؤول في معالجة أوضاع أماكن العمل الوطني ، ومكافحة الروتين والفساد والبيروقراطية وإعادة عجلة الإنتاج وبناء الاقتصاد الوطني وتعزيز مناعة وصمود الوطن وقواته المسلحة ،كما ان المنظمة مطالبة بالاهتمام بالقضايا الحياتية والمعيشية للعمال والجماهير الشعبية وأمنهم ومكافحة الاحتكار والغلاء وتجار الأزمة .
هي مهمة حيوية أيضا تلك التي أشار إليها الأمين العام المنتخب وتستحق و الإهتمام و الحث عليها المتضمنة دعوته إلى ضرورة المزيد من التكاثف والتراص، وان يساهم العمال في تحقيق المصالح الوطنية والحديث بلغة توحد ولا تفرق حتى لا يتمكن أعداؤنا من دخول المجتمع وان ننجز هذه المصالح العامة وأن ننخرط فيها وهذه كانت أيضا توجيهات السيد الرئيس والأمين العام للجبهة ابراهيم غالي أثناء استقباله اللجنة التحضيرية و القيادة الجديدة المنتخبة .

لقد شكلت بذلك الطبقة العاملة الصحراوية بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية وعلى مدار العقود الماضية طليعة متقدمة في خضم النضال الوطني الصحراوي من أجل الحرية و الاستقلال وقدمت عبر تاريخها النضالي العديد من التضحيات والمقاومة السلمية ، و أنجبت الانتفاضة رموز بارزين وقادة مميزين دليل على ذلك تسمية المؤتمر الأخير للعمال على شهيد العمال الصحراويين بالمناطق المحتلة '' براهيم سيكا '' ، كما قدمت من بين صفوفها آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الأسرى والمعتقلين في المناطق المحتلة ، فيما لا يزال الآلاف منهم قابعين في سجون الاحتلال وآخرون مفقدون ،
إن الطبقة العاملة الصحراوي بالمناطق المحتلة هي الأكثر تضرراً ومعاناة في المناطق المحتلة ، وهي الأكثر تميزاً بنضالاتها وعطائها وتضحياتها،

هذه المواجهة الواسعة والجادة ضد جذور وأسباب ونتائج وتداعيات الحرب الحقوقية مع العدو المغربي لا يمكن انجازها والتغلب عليها إلا بجبهة عريضة ومتكاثفة عمالية ونقابية وشعبية من اجل التصدي لهذا العدو .
وتبقى الأسئلة المشروعة :
هل قوة الاتحاد العام لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب قادرة على أداء هكذا مهام ؟ 
وكيف يمكن أن تعمل لانجاز مقومات ووظائف المواجهة الواسعة ؟ 
وماهي سبل وشروط بناء الجبهة العريضة في ظل ظروفنا الذاتية والموضوعية نقابيا ووطنيا ؟ وكيف يستطيع الاتحاد كسب ثقة العمال الصحراويين الذي ظل غائب عنهم طول السنوات الماضية ؟ 
لاشك ان مثل هذه التساؤلات والانشغالات بل والأعمق منها قد جرى طرحها والتعبير عنها في المؤتمر ومداخلات أعضائه وقيادة الاتحاد واجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر والمكتب التنفيذي الجديد وربما تحوصلت مؤشرات رؤية نقابية ومشاريع و وبرامج عمل , ولكننا نرى ان إغناء الخطاب النقابي وتطوير المنهج التربوي والعمل التنفيذي يحتاج صياغة استراتيجية جديدة وعودة الاتحاد الى الواجهة .
و لا يحق لأي منهم ومنا ان يسلك مع مؤسسات وقادة العمل العام والتنظيمات وجيشنا الباسل وقائد الوطن ويردد ما قاله اليهود للنبي موسى في رحلة شتاتهم " اذهب أنت وربك وقاتلا اننا ها هنا قاعدون " . لا والف لا فنحن كلنا مجندون من اجل ترقية عمال

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة